أيها الإخوة الأفاضل لقد تجاوزت الثلاثين من العمر ولم يتقدم لخطبتي أحد.. . في هذه السنة ستتزوج اثنتان من أخواتي الأصغر مني سنا.. أحب لهن الخير..
ولكنني أشعر بالأسى والألم لما أنا فيه، رغم أنني على قدر من الجمال ودخلي جيد.. . أبي لم يتعب نفسه بأن يخطب لي كما كان الصحابة يفعلون وكذلك إخوتي الكبار. . أشعر بمرارة تخنقني.. . أرجو الدعاء.. ؟
الرد: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن الله لما خلق المخلوقات جعل بعضها يحن لبعض ويأنس به ويسكن إليه.. {.. جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها}. . . والزواج هو ملاذ المرأة والرجل من فتن هذا الزمن، وحري بكل أب وأخ عاقل أن يبحث لموليته عن الرجل المناسب ذي الخلق والدين، وآن لنا أن نتحرر من ربقة التقاليد.
وحمأة الكبر وحب التعالي ,وآن لنا أن نبحث عن الرجل دون تطلع إلى ما في جيبه من حطام الدنيا فالسعادة ليست حفنة من الدراهم والدنانير، بل السعادة هي الأنس بالله والرضا بقسمه والعفاف عما في يد عباده. .
كثير من الآباء تذهب زهرة أعمار بناتهم وهم يراوحون مكانهم دون تحريك ساكن ظنا منهم أن المرأة لا يخطب لها وأن ذلك مما يزري بالمروءة مدعين لأنفسهم زورا وبهتانا منزلة لم ينلها منهم خير منهم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. . .
فهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يخطب لبنته وهو من هو في المنزلة والسؤدد. . . بل هو الرجل رقم ثلاثة في هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس.. فمتى يخرج الآباء من قمقم الجاهلية ويعيشون الحياة السليمة السوية ويفهمون الأولى والممنوع بمقياس الشرع الحكيم.. .
مرحبا بك أيتها الأخت الكريمة.. .
نشكرك على الثقة بالموقع. . ويسعدنا أن نجيب على سؤالك في حدود قدرتنا، فنقول لك ولكل مسلمة متمسكة بدينها وخلقها عليك بالآتي:
◄ عليك بالدعاء واللجوء إلى الله عز وجل ومد أكف الضراعة إليه سبحانه فإن بيده ملكوت كل شيء.
◄ بعض الآباء يحجمون عن الخطبة لبناتهم أنفة، وبعضهم جهلا منهم، فعليك أن تفقهي والدك وأخرجي القضية من كونها مشكلة تعانين منها إلى قضية تحتاج النقاش واتخاذ القرار المناسب في إطار الأسرة دون تشنج وانتصار للذات وإنما بحثا عن الحق وتزيدا من العلم.
◄ عليك بشغل أوقاتك بالنافع من الأمور مثل تلاوة القرآن الكريم ومطالعة الكتب المفيدة.. وإن تيسر التسجيل في إحدى دور تحفيظ القرآن الكريم فهو أمر حسن، بل ربما كان نقطة تحول في حياتك لأنك ستتعرفين على عدد لا بأس به من الفتيات الصالحات ولعل إحداهن تكون وسيط خير وتوفيق بين رأسين في طاعة الله عز وجل.
◄ كوني متفائلة ومنشرحة الصدر وراضية بما قسم الله عز وجل، ولا تفرضي على نفسك هالة من اليأس والقنوط فما زلت في مقتبل الشباب - بحمد الله- ولعل تأخر زواجك يكون لخير عظيم ينتظرك.. . والله يحفظك ويرعاك.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل،، ،
المصدر: موقع رسالة المرأة